Translate

الأربعاء، أبريل 07، 2010

هكذا كان أبوك


أيها الرجل أيتها المرأة هكذا كان أبوك

في صغرك تلبس حذائه فتتعثر من حجمه الكبر وصغر قدمك وتلبس نظاراته فتشعر بالعظمة وتلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة ويخطر ببالك شيئ تافه فتطلبه منه فيتقبل منك ذلك بكل سرور ويحضره إليك دون منة ويعود إلى المنزل فيضمك إلى صدره ضاحكا وأنت ﻻتدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله .

واليوم في كبرك 

انت ﻻتلبس حذاءأبيك فذوقه قديم وهو ﻻيعجبك وتحتقر ملابسه العتيقة وأغراضه القديمة ﻷنها ﻻتروق لك وأصبح كلامه وسؤاله عنك هو تدخل في شؤونك وذلك ﻻيروق لك 
وحركاته تصيبك بالحرج وكلامه يشعرك بالإشمئزاز وإذا تأخرت وقلق عليك وعاتبك على التأخير حين عودتك تشعر أنه يضايقك وتتمنى لو لم يكن موجودا لتكون أكثر حرية  رغم أنه يريد اﻷطمئنان عليك ليس إﻻ وترفع صوتك عليه وتضايقه بردودك وكلامك فيسكت ليس خوفا منك ، بل حبا فيك وتسامحا معك وإن مشى بقربك محدودب الظهر ﻻتمسك يده فلقد أصبحت أنت اطول منه وأنت باﻷمس تتلعثم بكلامك وتخطئ في الحروف فيضحك مبتسما ويتقبل ذلك برحابة صدر  وأنت اليوم تتضايق من كثر تساؤﻻته وإستفساراته بعد أن أصابه الصم أو ضعف نظره  لكبر سنه لم يتمنى أبوك لك الموت أبدا ﻻفي صغرك وﻻ في كبرك وانت تتمنى له الموت فلقد ضايقك في شيخوخته وقد يضايق من معك ايضا.تحملك أبوك في طفولتك في جهلك  في كبرك في دراستك في عوزك في فاقتك في شدتك في رخاءك تحملك في كل شئ .

فهل فكرت يوما أن تتحمله في شيخوخته ومرضه ؟

الإبن والبنت البارين بأبوهما لا يسألا هذا السؤال 

ليست هناك تعليقات: