Translate

الأربعاء، مارس 27، 2013

"المفيد الجبار للوصول في سنتين للإنتحار"


                                    سنتين من الأمل بعد الثورة التونسية


الأمل مملكة نجنح إليها كلما تكالبت علينا مصائب الدنيا وهمومها . فتقينا بظلالها الدافئة وتعصمنا بأسوارها المنيعة من رياح المآسي الهوجا التي تهب علينا من كل حدب وصوب في تونس الخضراء.
 هل أصبحت حياتنا كالسفينة تلعب بها الأقدار في بحرمظلم ونحن فيها نبحث عن ارض جديدة ؟ 
 هل لو فقدنا الأمل فقدنا الحياة ؟
هل من دواء يشفي قلوباً عليلة ملأها اليأس وأضناها السكون ؟
بحثت وبحثت هذه الايام في جميع مكتبات المواطن التونسي بين طيات كتب الطب القديم والحديث: فلم اجد إلا هذا الكتاب

                                             "المفيد الجبار للوصول في سنتين للإنتحار"

--&gt
نحن شعب نبرز للدهر نصارعه ونقاومه ونأبى الانصياع له وثقتنا بالله الدائمة و دعمه الدائم لنا هي سر النجاح الأوحد.
-->

الاثنين، مارس 18، 2013

التقويم عبر تاريخ الانسانية

                                                              اخر ما قرات

ألقيت هذه المحاضرة ضمن برنامج محاضرات

 جمعيةهواةالفلك السورية بتاريخ30/03/2010


منذ فجر التاريخ لفت انتباه الإنسان تقلب الأيام من خلال تعاقب الليل والنهار وتقلب الفصول من حر وقر
واعتدالين متناقضين بين خضرة واصفرار، وشدة طلوع الشمس وغيابها ثم ظهور القمر، كما لفت نظره
نجوم الليل. أمام كل هذه الظواهر بدأ الإنسان منذ ما قبل التاريخ بحساب السنين والأيام وقسمها على أيام
وأسابيع وسنوات وقرون، ولا يستطيع أي شعب أن يدّعي أنه أول من وضع التقويم لأنه على ما يبدو
وضعت قبل التدوين الإنساني. لكن من الثابت أن الحضارات الإنسانية الأولى ظهرت في الشرق العربي
وهي بلاد الشام والرافدين ووادي النيل، ومن أرض الشام خرجت الأبجدية الأولى إلى العالم سواء كانت من
أوغاريت في أعلى الساحل الشامي أو جبيل في وسطه.
من هنا كانت الأبجدية، وقبلها كان التقويم المرتبط بحركة الأرض حول الشمس والقمر حول الأرض، كما
ارتبط التقويم بظهور النجوم ومجموعاتها كالثريا والسعودات وظهر الاستدلال بها على الجهات كنجم القطب
الشمالي، كما تم تقسيم الليل والنهار إلى أوقات وساعات بناءً على ظواهر الأجرام السماوية كالشروق
والغروب والضحى والظهر والعصر والفجر والشفق والغسق. وعلى مر التاريخ توصل الإنسان إلى وضع
تقويم زمني يفيده في معرفة أوقات الزراعة وحساب السنين، ومن العجيب أن السنة في أغلب التقاويم التي
ظهرت تحسب اثنا عشر شهرًا، وحتى تلك التقاويم التي احتسبت أقل أو أكثر من هذا الرقم عادت إلى دزينة
الشهور.
-->

ألقيت هذه المحاضرة ضمن برنامج محاضرات جمعية هواة الفلك السورية بتاريخ 30/03/2010

أي أول يوم من الشهر، ولقد اتخذت شعوب كثيرة «calendar» كلمة التقويم هي الترجمة للكلمة اللاتينية
تقاويم خاصة منها التقويم الهجري والتقويم الروماني والميلادي واليولياني والغريغوري والتقويم المصري
الفرعوني والقبطي والتقويم السرياني والتقويم الفارسي والتقويم البهائي والتقويم الليبي والتقويم العبري
والتقويم الصيني.
وهذه التقاويم وإن اختلفت في خصائصها عن بعضها البعض إلا أنه يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين:
أحدهما شمسي أساسه دوران الأرض حول الشمس، والآخر قمري أساسه دوران القمر حول الأرض. وهناك
تقاويم تمزج بين الأسس الشمسية والقمرية في حساب السنة كالتقويم الصيني الذي يأخذ به عدد من شعوب
الشرق الأقصى، ومنها ما يعتبر الفصول في بداية السنة لكنه في النهاية يصب في التقويم الشمسي كالسنة
الفارسية التي يعمل بها عدد من شعوب آسيا الوسطى.
وهنا يأتي السؤال: من أول شعب وضع التقويم السنوي؟ يتخذ العالم اليوم التقويم الروماني بتعديله اليولياني
ثم الغريغوري تقويمًا رئيسيًا ويطلق عليه أيضًا التقويم الميلادي، وأصبح هذا التقويم أول عولمة في التاريخ
الحديث وجاء اتخاذه ضرورة لا بد منها، فالعالم يحتاج إلى تقويم موحد لكثير من الشؤون المعاصرة ابتداءً
من حركة النقل مرورًا بالمؤتمرات الدولية وانتهاء بالبورصات.
ويبدو أن التقويم الغريغوري كان الأكثر انتشارًا وفي الوقت ذاته يعد الأصلح بين التقاويم الموجودة، وإلى
جانبه تتخذ كثير من الشعوب والدول تقاويم متوارثة وتحتفل بها بشكل أكبر من احتفالها بالسنة العالمية
الموحدة. وهذه الاحتفالات تزداد عامًا بعد آخر لتؤكد الحضارة المتجذرة في عمق التاريخ لهذه الأمم والدول،
ونلاحظ أن إيران احتفلت في هذا العام بعيد رأس السنة (النوروز) في مطلع الربيع بحضور عدد من زعماء
الدول المجاورة التي تشاركها الاحتفالات بهذا اليوم. كما نلاحظ أن الصين قامت أيضًا باحتفالات كبيرة بعيد
رأس السنة الصينية عبر إقامة كرنفالات كبيرة صاخبة، مما يعني أن كثيرًا من الشعوب تحاول إظهار
خصوصياتها الثقافية والحضارية في زمن العولمة وتجد في تقويمها السنوي أفضل أداة تبرز حضارتها
الخاصة.

هنا نعود إلى السؤال مرة أخرى: ما هو أقدم تقويم في العالم لا تزال بعض الشعوب تتمسك به؟ وهنا تأتي
المفاجأة إنه التقويم الآرامي السرياني الذي وجد في بلاد الشام وانتشر في بعض الفترات التاريخية في
المناطق المجاورة كبلاد الرافدين ومصر. فمنذ سنوات تشهد المحافظات السورية الشمالية وتحديدًا بعض
قرى الحسكة احتفالات بقدوم العام الجديد في الأول من نيسان، ويشارك في هذه الاحتفالات السريان والآشور

والكلدان، كما تقام احتفالات مماثلة في شمال العراق الشقيق لذات الطوائف، ومن يتابع القنوات الفضائية
والمواقع الإلكترونية الخاصة بهم سيلاحظ مدى الاهتمام بالعام الجديد في الأول من نيسان. وقد عقد اتفاق
بين الفئات الثلاث منذ بضع سنوات بشأن الاحتفاء برأس السنة الجديدة حيث يصادف هذا العام 6760
. سريانية الموافقة للعام الميلادي 2010
وقد عثرت منذ أيام في مجلة الضاد الحلبية العريقة (العدد 80 كانون الثاني 2010 ) على تقويم ضمن
« أغاثون مصبح الطوراني » موضوع يتحدث عن مخطوطات دير كاترين حيث عثر على مخطوطة كتبها
سنة 636 هجرية الموافق 1239 ميلادية يذكر أن هذا العام موافق ل 6747 لآدم، وهذا يعني إننا نحن الآن
في سنة 8757 لآدم، وهو أقدم تقويم موثق لكن لم يعرف عنه أكثر من هذا الرقم، ويفترض حسب هذا
المصدر أنه تاريخ وجود أبو البشر آدم على الأرض، وهو أيضًا ينقض التقويم العبري الذي يؤرخ ببدء
الخليقة وهو 5771 في هذا العام 2010 ميلادي.
ويعيد المحتفلون بالعام الجديد تاريخ هذا التقويم إلى فترة تسبق العام الميلادي بثلاثة آلاف وخمسمائة سنة،
وبعضهم يزيد في هذا التاريخ ومنهم من ينقصه، ولكن الاتفاق كما أسلفت على هذا التاريخ، ومهما يكن الأمر
فهو تقويم آرامي سرياني نابع من أرض الشام، مع أن بعض الفئات المذكورة تجعله مأخوذًا من البابلية،
وردنا على مثل هؤلاء بسيط جدًا يثبت مرجعيته الشامية، لنسأل من هو الذي صنع الحضارة البابلية في وادي
الرافدين؟ والجواب متفق عليه عند كل المؤرخين في الشرق والغرب: إنهم الكلدان الآراميون الذين قدموا من
الشام.
كما تؤكد معظم المصادر الأثرية والتاريخية نزوح قسم من الآشوريين من منطقة تل سنجار باتجاه وسط
العراق طلبًا للزراعة حيث استقروا جنوب بغداد وأسسوا أول إمبراطورية سامية في أكد ومن هنا اصطلح
على تسميتهم أكديين نسبة إلى مدينة أكد وهي غير مكتشفة حتى الآن. وكانت عاصمتهم الأخيرة حران على
606 قبل الميلاد) مخلفين وراءهم عواصم ومدن وقصور - نهر البليخ في سورية الحالية بين الأعوام ( 612
ومعابد ومكتبات ومشاريع عظيمة.
وارتبط اسم الكلدان قديمًا بجنوب بلاد وادي الرافدين، ومنذ أن ورد ذكرهم في التاريخ القديم وعلى اختلاف
تسمياتهم وذلك قبل تشكيل إمبراطوريتهم/دولتهم سنة 626 قبل الميلاد بأكثر من ألف ومائتين سنة، ويقول
بعض الباحثين بأن بلاد الكلدانيين كانت تضم العراق والشام واليمن وتهامة والحجاز واليمامة والبحرين
وحضرموت وعمان، وكانت هذه مملكة واحدة ولها لغة واحدة. ولم يترك الكلداني القديم كثيرًا من
المعلومات، لكن من المعروف أن لغتهم كانت الآرامية مع الكتابة بالأحرف الأبجدية وكانت ثورة بالنسبة إلى
الكتابة بالمسمارية، ومن المعلوم أن الكتابة المسمارية كانت تكتب على لوحات فخارية.
ونريد أن نخلص من هذا الربط بين التاريخ والتقويم أن نعيد الأمور إلى جذورها وبالتالي لتأكيد المرجعية
الشامية لأقدم تقويم مثبت في العصر الراهن وهو 6760 . ومن العجيب أن بعض الكلدان قاموا منذ بضع سنوات برفع سقف التقويم فأصبحت السنة الحالية تحمل الرقم 7310 ، وهو ما ظهر في بيان التهنئة بالعام الجديد الذي أصدرته سكرتارية الاتحاد العالمي للكّتاب والأدباء الكلدان في 25 من آذار الحالي ويطلقون عليه عيد أكيتو.وبمقابل هذا التوغل في التاريخ يرى بعض السريان أن التقويم السرياني يبدأ في عام 312 قبل الميلاد وهوما يمكن أن نطلق عليه التقويم السرياني الحديث، ويبدأ هذا التقويم في شهر تشرين الأول وليس في نيسان كما في القديم وحسب هذا التقويم ستطل رأس السنة السريانية في تشرين أول القادم بالرقم 2322 سريانية.
وتماثل السنة السريانية السنة الغريغورية من حيث بداية الأشهر، وربما جرى تصحيحها في ذات توقيت تصحيح التقويم الروماني اليولياني، وتبلغ سنة التقويم السرياني 365 يومًا للسنة البسيطة و 366 يومًا للسنة الكبيسة موزعة على 12 شهرًا. وتحدث السنة الكبيسة كل أربع سنوات، وتم ترتيب شهور التقويم السرياني
على النحو التالي: كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول، تشرين أول، تشرين
الثاني، كانون الأول.
وتعود بداية التقويم السرياني الحديث إلى الأول من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 312 قبل الميلاد،
ويعرف بتقويم الإسكندر – لأنه وضع في عهده – كما ويعرف بالتقويم السلوقي نسبة إلى سلوقس نيكاتور
أحد قادة الإسكندر المقدوني. ويتقدم التأريخ السلوقي على التأريخ الميلادي ب 311 سنة و 3 أشهر (تحتوي
على 92 يومًا).
وهكذا توافق أول تشرين الأول سنة أولى سريانية مع الأول من أكتوبر سنة 312 قبل الميلاد، ونتيجة
لتساوي السنتين السريانية واليوليانية، وكذلك توافق عدد أيام الأشهر المتناظرة مع بعضها فإن التحويل فيما
بينهما سهل جدًا. وحيث أن الروم افتتحوا سنتهم في فصل الشتاء، لذا فالتقويم المستخدم حاليًا في سورية هو
التقويم الغريغوري ذو الأشهر السريانية.

عودة إلى التقويم السرياني الكلداني الآشوري نلقي الضوء على سبب بدايته منذ أكثر من سبعة آلاف عام
وسبب تسمية أكيتو. منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وسكان بلاد مابين النهرين وسوريا يحتفلون بعيد رأس السنة
مع بداية الأعمال الزراعية في نيسان، وهي احتفالات مقدسة يمنع فيها تأنيب الأطفال ومعاقبة العبيد أو القيام
بالأعمال اليومية أو دعوة المحاكم.
وكانت احتفالات عيد أكيتو تدوم اثني عشر يومًا، ولكل يوم طقسه الخاص به، وكانت الأيام الأربعة الأولى
منها هي لممارسة الطقوس دينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق وكيف جرت عملية اتحاد

الآلهة على أن يكون مردوخ رئيسهم بعد أن قام بثورة على الإلهة تيامات - إلهة الانوثة (جدته). فالأيام
الأربعة الأولى كانت تحضيرية تقدم فيها المسرحيات ورواية الأساطير، وفي اليوم الخامس يخرج موكب
كبير من معبد قريب من بابل ينعي بالبكاء والنحيب الإله تموز المعتقل في العالم السفلي، وفي اليوم السادس
يسافر السكان إلى المدن الكبرى ويقيمون عند أقربائهم، وفي اليوم السابع قيامة الإله تموز برفقة زوجته
عشتار، وفي اليوم الثامن يخرج الإله تموز من معبد إيساجيلا إلى معبد آخر حيث ينتظره الملك وحاشيته،
وفي اليوم التاسع ينقل الإله تموز بيت أكيتو - دار القرابين حيث تقدم القرابين وكانت من الخنازير وكان
يعتقد أنها عدوة الآلهة، وفي الليلة العاشرة والحادية عشرة كانت البلاد بأجمعها تحتفل بعيد رأس السنة. ويبدو
جليًا من طبيعة الاحتفال بأكيتو في حينه بأنه كان تعبيرًا شعبيًا على ثلاثة أمور تهم و تؤثر في حياتهم وهي:
1 - الانسجام مع الطبيعة التي لا غنى عنها.
2 - التأكيد على الرابطة الوثيقة بين الآلهة والمجتمع.
3 - قبولهم وولاؤهم لنظام الحكم الشرعي المتجدد المتمثل بالملك.
والنقاط أعلاه تثبت بأن احتفالات أكيتو لم تكن تقتصر على الأمور الدينية فقط، بل كانت تشمل كافة جوانب
الحياة الأخرى الاجتماعية والعملية والسياسية. تم تبني عيد أكيتو في أواسط القرن العشرين وتحولت في
السنوات الأخيرة إلى مناسبة قومية تجارية ومناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتنافس المطربون (وما
أكثرهم في هذه الأيام) لإحياء هذه الحفلات المهمة.
ولأن أول نيسان هو رأس السنة الأكادية الآشورية السريانية سارع بعض الكلدان إلى اعتبار أكيتو عيد ديني
وتناسوا أن أجدادهم قد توقفوا عن الاحتفال بعيد أكيتو الوثني منذ مئات السنين، وهنالك فرق شاسع بين عيد
أكيتو الوثني وعيد رأس السنة. وأكيتو عند الكلدان والآشوريين تعني تجدد الحياة ولأن تجدد الطبيعة يبدأ في
الربيع وأول نيسان هو أول أيام الربيع اتخذوه قديمًا عيدًا وبداية لتقويم وسنة جديدة وهكذا كان وأصبح
ولازال أكيتو عيدًا ومناسبة قومية متوارثة عبر التاريخ. وهكذا يرفض بعض الفئات المحتفلة الربط بين عيد
أكيتو الوثني وبين بداية العام الجديد، ويرون أن الخلط بينهما يجب أن يتوقف لأن الأول أكيتو اختفى بينما
حافظ الأجداد على عيد رأس السنة أسوة ببقية الشعوب.

والآن نستعرض تقاويم الشعوب لندرك أن التقويم السرياني الكلداني هو الأقدم، فما تزال الأمم والشعوب
تحتفظ بتقويمها الخاص وتحتفل به وتعتبره عيدها القومي والوطني مفتخرة في ذلك بتاريخها وحضارتها. وقد
ترتبط وتستند أعيادها القومية تلك على أساطيرها القديمة أو حوادث تاريخية مهمة كتولي أحد الملوك للعرش
أو عمل قام به أو بداية لتقويم قديم أو بناء مدينة ما أو الاستقلال والتحرر من الظلم وغيرها. وكانت التقاويم

القديمة نوعًا من التوفيق بين السنوات الشمسية والقمرية مع وجود بعض السنين المكونة من 12 شهرًا
وبعضها الآخر من 13 شهرًا.
التقويم العربي القديم
وهو تقويم قمري وله أسماء مختلفة عن أسماء الأشهر الهجرية، وكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم
مختلفة ترتبط بأحداث مهمة، فقد كانوا يؤرخون الحوادث مثل العام الذي بُنيت فيه الكعبة سنة 1855 قبل
الميلاد، ولما أصبح هذا التاريخ موغ ً لا في القدم أخذوا يؤرخون بحادث انهيار سد مأرب باليمن سنة 120
قبل الميلاد، ثم أخذوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل سنة 571 ميلادية، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة
أخذوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة سنة 605 ميلادية، والملاحظ هنا أن جميع هذه التقاويم كانت مبنية على
حركة القمر الشهرية.
التقويم الإسلامي الهجري
يبدأ بهجرة سيدنا محمد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ويُسمى بالتقويم الهجري، وقد حدثت الهجرة عام
622 ميلادي وفق التقويم الغريغوري، والسنة الهجرية أقصر من السنة الشمسية ففيها 354 يومًا فقط.
ونتيجة لذلك فإن بداية السنة الإسلامية تتحرك إلى الوراء عبر الفصول دورة كاملة (أي سنة كاملة) كل 32
سنة ميلادية.
يعود تأسيس التقويم الهجري إلى السنة السابعة عشر للهجرة، وذلك عندما كتب الخليفة الثاني عمر بن
الخطاب رضي الله عنه إلى أبو موسي الأشعري عامله على البصرة وذكر في كتابه شهر شعبان فرد أبو
موسى الأشعري أنه يأتينا من أمير المؤمنين كتب ليس فيها تاريخ وقد قرأنا كتابًا محله شعبان فلا ندري أهو
شعبان الذي نحن فيه أم الماضي، فجمع الخليفة الصحابة وأخبرهم بالأمر وأوضح لهم لزوم وضع تاريخ
يؤرخ به المسلمون، وكان ذلك يوم الأربعاء 20 جمادى الآخر سنة 17 هجرية الموافق 8 تموز (يوليو) سنة
638 ميلادية فأخذوا في البحث عن واقعة تكون مبدأ للتاريخ المقترح فاختاروا وقت الهجرة، ثم بحثوا
موضوع الشهر الذي تبدأ به السنة فاتخذوا شهر محرم بداية للسنة الهجرية مع أن الهجرة النبوية الشريفة
وقعت في شهر ربيع الأول.
التقويم الروماني القديم
يبدو أن الرومان استعاروا تقويمهم الأول من الإغريق. كان التقويم الروماني المبكر مكونًا من 10 أشهر
وكانت سنتهم 304 أيام، ويبدو أيضًا أنهم قد تجاهلوا الستين يومًا الباقية التي تقع في منتصف الشتاء. وكانت
الأشهر العشرة ُتدعى: ماتيوس، إبريليس، جونيوس، كونتيلس، سكتليس، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، وديسمبر.
ويُفترض أن رومولوس حاكم روما الأول الأسطوري هو أول من أدخل هذا التقويم نحو عام 738 قبل
الميلاد.

ويحتسب التقويم الروماني منذ تأسيس روما عام 735 قبل الميلاد. بدأ الرومان باستخدام التقويم القمري أو ً لا،
وأخذوه عن الألبانيين بسنتهم البالغ طولها 304 أيام موزعة على عشرة شهور. وهذا يجعل تقويمهم ليس
قمريًا صرفًا ولا شمسيًا وإنما تقويمًا اعتباطيًا تقل سنته عن السنة القمرية بمقدار 51 يومًا، وعن السنة
الشمسية بحوالي 61.25 يومًا، وترتب على هذا حدوث تباين كبير في موقع الشهر الواحد على مدار السنة
672 قبل الميلاد قام بتعديل التقويم ليصبح 355 يومًا - الفعلية. وعندما تقلد نوما بومبيلوس الحكم سنة 715
ومغيرًا أطوال الأشهر العشرة السابقة بإضافة شهرين آخرين لتصبح 12 شهرًا، والشهران هما يناير الذي
جعله قبل مارس، وفبراير الذي جعله بعد ديسمبر.
التقويم الميلادي
التقويم الميلادي هو التقويم الشمسي الشائع في معظم دول العالم سواء في حساب مواقيته أو الأسماء
الإفرنجية التي عُرفت بها أشهره وجرى على مرحلتين اليولياني والغريغوري. والتقويم الغريغوري هو
تصحيح للتقويم الميلادي (اليولياني) قام به الراهب كريستوفر في عهد البابا غريغوري الثالث بابا الفاتيكان
سنة 1582 ميلادية.
وعلى أي حال فإن هذا التقويم ليس دقيقًا بما فيه الكفاية، ذلك أنه لابد من حذف اليوم الزائد في فبراير في
الأرقام الدالة على القرون ولا تقبل القسمة على 400 بدون باق مثل 1700 أو 1800 أو 1900 . كما أنه
. لابد من الإبقاء عليه في تلك السنة في القرون التي تقبل القسمة على 400 مثل 1600 و 2000
التقويم المصري القديم
يحتفل المصريون بالسنة الفرعونية أو المصرية في 11 سبتمبر من كل عام، وستصادف هذا العام السنة
6252 فرعونية مستندين بذلك على أول شهر توت بحسب التقويم الفرعوني الذي ابتكروه عام 4241 قبل
الميلاد. وهناك من يقول أن بداية هذا التقويم كان 4236 قبل الميلاد وهو بدء التاريخ المكتوب لديهم.
ويُحتمل أن يكونوا أول من تبّنى تقويمًا شمسيًا بشكل رئيسي، فقد لاحظوا أن الشِّعْرى اليمانية في مجموعة
الكلب الكبير تعود للظهور من الشرق قبل طلوع الشمس بعد عدة أشهر من اختفائها واكتشفوا أيضًا أن
الفيضان السنوي لنهر النيل يحدث مباشرة بعد ظهور الشِّعرى اليمانية.
وفي عام 238 قبل الميلاد قرر فرعون مصر (بطليموس الثالث) إدخال نظام الكبس، وذلك بجعل كل سنة
رابعة سنة كبيسة ذات 366 يومًا. غير أن هذا التعديل لم يدم طوي ً لا ولكن تمت الاستفادة منه في وضع
التقويم اليولياني والغريغوري. وفي عام 284 ميلادي اعتمد المصريون التقويم القبطي وما زال يعرف بهذا
الاسم حتى الآن، كما عرف بالتقويم الإسكندراني حيث تبدأ السنة القبطية بشهر (توت) الذي تتحدد بدايته بيوم
29 آب حسب التقويم اليولياني (الشرقي) الموافق 11 أيلول حسب التقويم الغريغوري (الغربي) بطول 30 يومًا للشهر. وقسم المصري القديم السنة إلى ثلاثة فصول: فصل الفيضان (آخت)، فصل الشتاء أو البذر (برت)، فصل الصيف أو الحصاد (شمو).
ويمثل التقويم القبطي التاريخ الديني الرسمي لطائفة الأقباط في مصر حتى اليوم، والجدير بالذكر أنه اعتبر
تاريخ ولاية الإمبراطور الروماني دقلديانوس حكم مصر هو بداية للتقويم القبطي تخليدًا لشهداء الأقباط الذين
نكل بهم الإمبراطور الوثني لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، وتخليدًا لهذا العهد الدموي
والذي أطلقوا عليه (عصر الشهداء) وعرفوا تقويمهم القبطي بتقويم الشهداء.
التقويم الفارسي
يعتبر الفرس (نوروز) رأس السنة الفارسية وتبدأ أيضًا في 21 آذار من كل عام، ويقال إن سبب الاحتفال به
هو أن الملك الفارسي جمشيد سمى أول يوم من السنة بنوروز - وّفر ماء الحياة للناس ووعدهم بحياة أبدية،
. كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة، والسنة الفارسية 2569 تقابل السنة الميلادية 2010
وينسب أيضًا هذا التقويم إلى (يزجرد شهريار) آخر ملوك آل ساسان بفارس، وتعود بدايته إلى يوم الثلاثاء
المصادف 16 يونيو (حزيران) سنة 632 يوليانية، وقد اعتمد على سنة طولها 365 يومًا، وقسمت السنة إلى
12 شهرًا طول كل شهر منها 30 يومًا. وتضاف في نهاية الشهر الثامن الخمسة أيام الباقية وتعرف بالأيام
اللواحق. وكان يطلق على رأس السنة اسم النيروز ومعناه اليوم الجديد.
التقويم الجلالي
لقد وضع المسلمون تقويمًا شمسيًا سنة 468 هجرية لا يقل دقة عن التقويم الغريغوري رغم أنه كان سابقًا له
بأكثر من 500 سنة. والذي أمر بوضع هذا التقويم هو: السلطان السلجوقي جلال الدين شاه (سلطان
خراسان)، وسمي التقويم باسمه ثم وضعوا تقويمًا شمسيًا جديدًا آخر يبدأ من 10 رمضان سنة 471 هجرية
16 آذار سنة 1079 ميلادية)، وقد شارك في وضعه الشاعر الفارسي الشهير عمر الخيام بالتعاون مع سبعة )
من العلماء، ودعي ذلك التقويم أيضًا باسم التقويم الجلالي.
وهو تقويم شمسي (أي مرتبط بدورة الشمس)، ويعتبر التقويم الفارسي أدق التقاويم المعمول بها وهو غير
مستخدم من قبل أي دولة غير الجمهورية الإيرانية وأفغانستان. وقد بدأ التقويم الإيراني في 22 آذار 622
ميلادي حيث اصطلح على أن تكون السنة الأولى لهذا التقويم هي سنة الهجرة النبوية الشريفة للنبي محمد
صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
التقويم الصيني
بدأ التقويم الصيني عام 2637 قبل الميلاد، وهي السنة التي يُفترض أن الإمبراطور الأسطوري هوانجدي قد
وضع فيها التقويم، وتقابل السنة الحالية السنة الصينية 4708 . ويُنظم هذا التقويم السنين في دورات تتألف
من 60 سنة وتعرف السنة داخل كل دورة بمجموعة كلمات مكونة من سلسلتين من المصطلحات، واحدة منها

تتضمن اسم أي حيوان من بين 12 حيوانًا، وهذه الحيوانات مرتبة حسب ظهورها في الدورة وهي: الجرذ،
الثور، النمر، الأرنب البري، التنين، الأفعى، الحصان، الخروف، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.
وتوصل الفلكيون الصينيون في أوقات مبكرة من تاريخهم إلى وضع تقويم رسمي للإمبراطورية الصينية بدقة
عالية الدرجة، وهم أول من اعتبر السنة الشمسية 365.25 يومًا، واستخدموا السنة الكبيسة قبل 360 سنة من
تبني الرومان لتقويم يوليوس قيصر عام 46 قبل الميلاد.
1279 ميلادي) توصلوا إلى دقة في قياس طول السنة إلى الرقم - وفي أثناء حكم أسرة سونغ ( 960
365.2425 يومًا، وجرى التصحيح للتقويم الإمبراطوري الرسمي على هذا الأساس. وكان هذا النظام الجديد
متطابقًا مع التقويم الغريغوري إلى حد كبير وساد في العديد من دول أوربا منذ عام 1582 ميلادي، ولكن
النظام الصيني سبقه بمدة 383 سنة. والاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة أو يوان تان، مناسبة تنضم فيها
الدولة الصينية إلى حشود الناس من أجل اقتفاء آثار الأسلاف من أجل الحظ السعيد والرخاء وللحفاظ على
التقاليد.
التقويم العبري
يحتفل اليهود برأس السنة العبرية الجديدة (روش هوشانا)، وستوافق في يوم 19 أيلول 2010 القادم مع بداية
السنة العبرية 5771 . والتقويم العبري تقويم شمسي قمري بدأ في 7 تشرين الأول سنة 3761 قبل الميلاد،
وهو يعتمد على دورتي الشمس والقمر، حيث يكون طول السنة على طول مسار الأرض حول الشمس (أي
365 يومًا وربع تقريبًا)، وطول الشهر يكون على طول مسار القمر حول الأرض (أي 29 يومًا ونصف
تقريبًا)، ويبلغ عدد أشهر العام 13 شهرًا بسبب نقص السنة القمرية عن السنة الشمسية بأحد عشر يومًا
تقريبًا. وللتوفيق بين السنة الشمسية والشهور القمرية استخدمت السنوات الكبيسة، ولتحديدها تم تقسيم سنوات
هذا التقويم إلى دورات ذات 19 سنة، في كل دورة 12 سنة عادية و 7 سنوات كبيسة. ويتم تحديد طول
الأشهر والسنوات في التقويم اليهودي المعاصر والذي يرجع تصميمه إلى سنة 359 ميلادية بواسطة
خوارزمية وليس حسب استطلاعات فلكية.
التقويم البهائي
يعرف أيضَا بتقويم بديع وهو التقويم المستعمل في الدين البهائي، وهو تقويم شمسي فيه السنة العادية 365
يومًا والسنة الكبيسة 366 يومًا، ويبلغ عدد شهور العام 19 شهرًا والشهر 19 يومًا، وكذلك يتم إضافة عدد 4
أيام للسنة العادية و 5 أيام للسنة الكبيسة.
التقويم الليبي
تقويم شمسي لا تأخذ به سوى الجماهيرية الليبية، وتم احتسابه اعتبارًا من وفاة النبي محمد صلى الله عليه
وسلم باعتباره الحدث الأهم (حسب وجهة نظر الدولة) من مسيرة الدعوة الإسلامية. ويأتي ترتيب شهور

-->

تقويم الجماهيرية الليبية على النحو التالي: النار، النوّار، الربيع، الطير، الماء، الصيف، الناصر، هانيبال،
الفاتح، التمور، الحرث، والكانون.
التقويم الكردي
يحتفل الكرد والفرس والأفغان بعيد نوروز، ويعتبر هذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة الجديدة، حيث
يصادف هذا العام وفق التقويم الكردي سنة 2710 ، وتبدأ السنة في 21 آذار من كل عام، ويحتفلون به كيوم
التحرر من الظلم والاستبداد حسب أسطورة (كاوة الحداد)، كما هي بداية لربيع جديد أيضًا.
التقويم الأمازيغي
بلغت السنة الأمازيغية في العام الميلادي 2010 العام 2960 أمازيغي، ويحتفل الأمازيغ برأس السنة
الأمازيغية في اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.

من خلال هذا العرض نجد أن التقويم السرياني المتفق عليه مع الآشور والكلدان هو أقدم تقويم متداول حتى الآن،