Translate

الأربعاء، يونيو 12، 2013

جسد المرأة فن وحياة


قلما حظي الجسد بدراسة كاملة  كموضوع معرفيا وذلك لكثرة المحاذر الاجتماعية و الدينية و الأخلاقية التي لا تزال ترى في الجسد قيمة مادية  يتحرج عنها الفرد في الحديث عنه و يترفع ليضمن الاحترام و الود من الآخر في مقابل تحركه في الفضاء الاجتماعي بأريحية دون عراقيل و مخاطر لأن موضوع الجسد يعتبر تابوها مغلقا شديد الإحكام مستندين على الأسطورة الدينية أن الجسد مصدره الخطيئة و الشهوة التي طردت ادم من الجنة  .  هذا بصفة عامة , أما جسد المرأة فقد حظي بأكثر من التحقير و التهميش في ثقافتنا العربية الإسلامية للإرث الديني والاجتماعي الذي يحمله كل منا مما يجعل المرأة تعيش في سجن كبير من المحاذر و الموانع التي شيطنة المرأة و قزّمت من مرتبتها لصالح الرجل استنادا على أسطورة طرد ادم من الجنة بإيعاز من حواء ونجد هذا في موروثنا الشعبي التقليدي أن حواء *زريعة إبليس * من كونها فتنة و مصدر خراب وفساد في المجتمع وفي المقابل نقف على محاولات جدية و متجددة على مر العصور في إقصاء المرأة و جسدها من الحياة العامة بغطاء ديني و إجتماعي و الإرث الذكري الاستبدادي الذي يسعى في إزاحة المرأة من الفعل الإجتماعي و تجنب مزاحمة الذكر في الوجود الإبداعي  ورغم أن المرأة قد أثبتت وجودها بشكل فاعل في العمل و في شتى المجالات الأخرى.

-->
فلا يمكن فصل الجسد عن ذواتنا و تاريخنا حيث تلازم معهما و لم ينفصل عنهما إلى يومنا هذا لأن الجسد شكل وعاء ثقافيا و اجتماعيا أفرغ فيه الإنسان على مر العصور أنماط سلوكه و ثقافته.


من ناحية أخرى يجب الإشارة أن لغة الجسد سابقة للغة اللفظ فهو الذي يربط بين الإنسان و عالمه وهو جملة التعبيرات التي تبني و تؤسس العلاقة مع الأخر و الجماعة و يمثل كل علاقات و تفاعلات الفرد مع محيطه فلا داعي إلى تجاوز موضوع الجسد تحت أي مسمى من المسميات و السعي إلى تمزيق حاجز الصمت و المنع و البحث في  فيه و استنطاقه لمراجعة تأويلاتنا و نظرتنا تجاه الجسد لما يحمله من أبعاد مادية ثقافية أو اجتماعية.

فقد تناولت عديد الأبحاث جسد المرأة في إطار البحث الاجتماعي أو الفلسفي و ذلك لترسبات و تراكمات تاريخية تمتد إلى عصور تسبق الإسلام و لما فيه من إغراء معرفي لكسر حاجز المسكوت عنه و مقارعة المحرم الاجتماعي بحجج علمية صرفة .
و لكن لم نجد دراسات تبين أن جسد المرأة في قرانا و مدننا التونسية هو بطاقة عبور لثقافتنا التونسية وهو مخزن و مستودع لثقافتنا المحلية صرح به بصفة علنية على أجساد نسائنا.

فالمهتم بأحوال جسد المرأة يلاحظ حضورا بارزا على مستوى الأدوار و غيابا على مستوى القراءات العلمية والمتعلقة بمضمار حياة المرأة الريفية التي تتحرك في عالم ضيق بالقوة مفتوح بالفعل لأنها تجاوزت كل الحدود ورسمت شخصية مستقلة تتحرك بها و فيها في مجالات مختلفة من الواجبات العملية وصولا الى الابداع و الفن كالغناء الكافي الذي يعتبر من مقومات التراث التونسي و أيضا صناعة الفخار و الذي يستبطن طاقات فنية هائلة المنتج من نساء الأرياف.

فعلاقة المرأة الريفية بجسدها غير علاقة المرأة بتونس بجسدها فهي علاقة مختلفة أشد الاختلاف فالريفية تطبع تاريخها و تراثها على جسدها و تكتبه بطرق مختلفة ولا تزال تحتفظ به رغم المتغيرات التي حدثت و ما تزال تحدث بواقعنا المعيش.

فعلى جسدها نجد الوشم و الحناء و الكحل و كل لوازم الزينة التي تحتفل بها كما نجدها في الأعراس و المأتم في صورة أخرى غير صورتها في العمل فجسدها لغة ثانية تحكي الحياة في ذاك المجتمع و التمثلات الجماعية فالمرأة في الريف ليست بإمرأة بيت و أم أطفال فقط بل هي أيضا عاملة في مواسم جني الزيتون و مواسم الحصاد لها ثقافتها الخاصة  تختلف عن باقي نساء المدن الأخرى و جسدها ليس هذا الجسد الذي سبق أن تحدث عنه بالسوء في مخيل التراثي بكونه جسد فتنة يثير الشهوات بل هو جسد ينتج خبزا وحياة وفنا و إبداعا .

الأحد، يونيو 02، 2013

يا تونس يا بلادي بابورك زمر

يوم أجمع العاقلون على ان اوضاع البلاد مزمرة بمزامير شطاح الافعي في اسواق كتبة الحروز وباعة البخور في بطحاء الزور والفتنة والكذب والدجل يومها اصبح الزوالي صوته في النفخاتي زمرا وزمرمن زمر وبندر من بندر  وطبل من طبل وشطح من شطح  وغنى من غنى  براكاكا بر اكاكا يا بلادي بابورك زمر وشق البحر

من بنات عريان الزنط ومن الد ينار الهابط حفظه الله في جيب الزوالي ومن كتابة الدستور المحنون ومن بنوا كر وفر ومن بنوا قبائل الاوس والخزرج ومن بنوا ولات والعزة ومناة وفيروق وهوبل ومن  من غني وزمر في الربيع العربي  فمستحيل ان تخرج العطر من البصل ولا ان تشغل النار بالبلل ولا من الحنظل يمكن  تقطير العسل زمر يا يلي تزمر ومن باب المستحيلات  حكام  العرب يشعرون  بالخجل ولكن يبقى الامل   في نسائك ورجالك المخلصون يا بلادي فهيوا الى العمل.

-->

هل مازال مسموح لنا بالحلم في هذا الوطن ؟

.
نحلم ونتخيل ونغمض أعيننا أحيانا حتى لو في قلب المدينة الصاخبة بكل أصواتها المُزعجـة: بزمامير السيارات واللغو البشري والحركات المجّانيّة، نحلم ولـو كنا في زمن اليقظة..نحلم لنرحــل إلى عالم سُـريالي يطفح بالخيال، بالمعجزات والغرائب.. ملائكة، ورود وزنابق، لوحات تشكيليّة، مسرحيات دون ركـح ولا إضاءة، أفلام دون شاشة عرض، شُمـوع مُضيئة، دببة بيضاء وقلوب حمراء، كلها تتطاير ونطير دون حدود، مُتناثـرة بين النّجـوم والنيازك العين هي الساق تنقلنا إلى حيث نشاء...البشرية جمعاء مُعلّقة في الفضاء.. نساء.. رجال.. أثرياء.. بوسطاء.. حكام.. شعراء  الكل سواء الثروة الوحيدة هي البصر.هل تتخيّل؟ وهل تحلم معي؟ يا بُـنيّ لك حلم
فاتبع الحلم بما أُوتيت وكن إحدى صفات الحلم وأحلم تجد الفردوس في مـوضعـه في خضم الفوضى للثورة في اوطان الربيع العربي، فلتكن  عينيك هي الحلم في الفضاء وتفيق من هدوئك وتنتقل عيناك إلى أطفال صغار على هيئة الملائكة يُرتّلون ترانيم السلام ولا سوف يقطع انتباهك طفل صغير يُحدّثك ببراءة: هل تعرف من نحن؟ نحن بعضنا يموت وفي يده حجر وبعضنا يموت وفي يديه ورد هدية لأمه أو للوطن . مثلا هل تعرف من قتلنا؟ تلك الفوضى وانعدام الامن والامان في اوطان الربيع العربي.هل تعرف من نحن؟ نحن كلنا نحلم ونعمل لذالك حتى  تكون اوطانا اجمل الاوطان وباذن الله سوف تكون.
هل مازال مسموح لنا بالاحلام في هذا الوطن؟