مر من هنا

-واقفة أمام الشباك غرفتها كعادتها لممارست هويتها المفضلة وتضع السماعة على أذنيها تستمع لترانيم تونسية.وتتسلى وهي تنظر إلى الناس يمشون في الشارع وفجأة...صاحت أبي.. أبي.. جنازة تمر من أمام بيتنا..
أه يا بنيتي إنه
يُدعى عادي ولد بشكل عادي من اب عادي إسمه عاد ليس من قوم عاد واُمه سعدية حياتها عادية -وكانت ولادته في يوم عادي ودرس في مدرسة الاعدادية بشكل عادي إنتقل من مرحلة الى مرحلة في ظروف عادية ثم إنتقل الى المرحلة الجامعية بمعدل عادي وتخرج أيضاً بشكل عادي وتوظف وظيفة عادية كأي موظف عادي ثُم تزوج من أمرأة عادية وأنجب أطفال عاديين وكان أباً عادياً وربى أطفاله بشكل عادي ثُم زوجهُم بشكل عادي ---ثُم أصبح جداً عادياً لأحفاد عاديين وأخيرارحل عن الدُنيا بشكل عادي ! ! !فكم من الناس يا بنيتي جاءوا الى الدُنيا ورحلوا عنها بشكل عادي-- فلا تكُن في حياتِك عادية - فكُل أنسان طموح لا يُريد أن يكون مثل هذا . فحاول يا بنيتي أن تجعل لك بصمة وخطوةلها معنى يتذكرُك الأخرون بها-- قبل وبعد رحيلك من هذه الدُنيا فليكُن لك هدف تصبو اليه دائماً--من فات وترك ثلاث : صدقةٌ جارية , أو علمٌ ينتفع به, أو ولدٌ صالح او بنت يدعونا له