Translate

الجمعة، أبريل 15، 2011

كوثر البشراوي


أجمل ما قرأت لي سيدة الإعلام التونسي
  لو عدت إلى تونس لن أذهب إلى بيت أبي لأنّه لم يعد موجوداً. أبي وأمي توفيا ومعظم إخوتي خارج تونس. العودة إلى تونس وهمٌ بحد ذاتها. الغربة الطويلة تجعلك تشتاقين إلى ما كنت ما كنت عليه قبل مغادرتك البلد وليس ما أنت عليه الآن. أشتاق إلى رائحة الطعام والصراخ مع اخوتي وكلّ التفاصيل الصغيرة التي تحدث في أيّ بيت. عندما تكون مواقع الذكريات خلاء وقفار ومجرّد مكان يصلح ليكون دكاناً، لا معنى لها، بل على العكس تزيدني إيلاماً. أمر محزن جداً أن تقطني في فندق في بلدك. لا أتمنّى لأحد أن يمرّ بهذه التجربة.
 العائلة ليست جدراناً. لديّ بيت في لندن وآخر في بيروت، لكنّ الوطن لا تبنيه الجدران إنّما تبنيه العائلة. لا يجب أن نكذب على أنفسنا فالحياة من دون أمّ هي نصف حياة. وإذا سألتني إن كانت لديّ عقدة الأم سأقول لك بالتأكيد. لديّ عقدة يتم الأمّ. هذا قضاء الله وقدره، مع هذا أشعر أنّني حُرمت منها وغيابها أتعبني
أمّي إيطالية مالطية. دفعت واخوتي فاتورة الزواج المختلط. نحن أبناء الأجنبية، لا نليق بالعروبة والشرف؟! هذه مجتمعات ظالمة تجعلك تدفعين ثمن يُتمك. أعرف أنّ اليتيم يُحتضن. نحن نبكي اليتيم عند الدّفن وبعد ذلك نلعن والديه لأنّ أمّه التي ماتت لم تقم بتربيته، وكأنّه تربّى في الشارع؟!! الموضوع مؤلم. عندي ثورة كبيرة ضدّ الناس وليس ضدّ الله. لو توفي ابني غداً لا قدّر الله سأقول (لله ما أعطى ولله ما أخذ). مشاكلي كبيرة مع الناس. لا أستطيع قبول هذا الظلم المجّاني والنفاق الجماعي في مجتمعاتنا. لا أقبل دفع فاتورة شيء لم أقم به لأنّني فتاة ولدت في ظروف وملامح معيّنة، ولأنّ أمّي غابت وأبي مزواج. كأنّ المفروض أن نكون بنات العاصمة وبالتالي فاسدات... هذا ظلم. ثمّ مَن قال إنّ المرأة المعتنقة للإسلام لا ترقى إلى المسلم؟ ما زلت مصرّة على عدم قبول أنّ يعتقد المسلم الذي "يشهد ويفسد ويسكر" أنّه أفضل من مسيحي أو يهودي لم يُؤذِ أحداً في حياته... هذه لا أقبلها. لي مفهوم خاص بالنسبة إلى العدالة الإلهية. الله بمفهومي يختلف عن الله عند بعض الناس، ومعذرة على هذا الكلام، "اللهي" أجمل بكثير من أن يُدخل هذا إلى الجنّة فقط لأنّه ولد مسلماً وذاك إلى جهنم لأنّه ولد مسيحياً.ألم يئن الأوان للاستقرار  في تونس بلدك الأمّ؟ياسيدة الإعلام التونسي

هناك 3 تعليقات:

Days and Nights يقول...

الأخ العزيز والغالى / رؤوف

عميق الشكر والأمتنان على ما تخطة أناملك .. دمت بكل الخير .

تحياتى

أخوك / تامر

Ramy يقول...

جميل جداً المقال

و جميل ان حضرتك عرفتنا بهذه الأعلامية المتألقة

تحياتى

رحاب صالح يقول...

جميل اووي الكلام والاسلوب جد
وجميل انك عرفتنا بالشخصية دي وانا اكيد هعمل سيرش عنها