Translate

الثلاثاء، أغسطس 07، 2012

الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والمـرأة


قبل أكثر من نصف قرن عندما كانت البلدان العربية تخوض أعتى معاركها ضد التخلف وترسبات عقود الاستعمار الكالحة، رفع
الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لواء الحداثة عاليا معتبرا أن النهوض بأوضاع المرأة والمجتمع هو المدخل الضروري والحتمي لبناء مستقبل تونس.


وحتى ذلك الوقت لم يكن الحديث عن أوضاع المرأة في تونس هيّنا في مجتمع مازالت تحكمه تقاليد مجتمعية بالية، منغلقة على ذاتها، ومازالت صرخة
الطاهر الحدّاد تدوّي في أركانه لفرط ما ناله من عناء واضطهاد.
لكن
بورقيبة الذي قاد أروع ملحمة نضالية عربية في ذلك الوقت تحمّل الأمانة والمسؤولية بجرأة السياسي الفذ وعقلانية المصلح الكبير وقدّم للمرأة التونسية أوّل نص تشريعي تقدّمي هو مجلة الأحوال الشخصية التي ظلت طيلة عقود الحصن المنيع الذي يحمي حقوق المرأة ويذود عنها أفكار الردّة والرجعية.
لقد كان
بورقيبة في تعاطيه مع مسألة المرأة ثوريا وإصلاحيا وتقدميا ورائدا ليس في المنطقة العربية فقط، بل في كل بلدان الجنوب وحتى بالمقارنة مع بلدان غربية.


لقد كانت مجلة الأحوال الشخصية شهادة على عبقرية الزعيم بورقيبة وعنوانا بارزا من عناوين نجاحاته وبرهانا قاطعا على فكره الإصلاحيّ المتقدم على عصره.
وإذا كانت المرأة التونسية تنعم بأفضل مكانة في سياقها العربي الشامل، فلأن البذرة التي ألقاها برقيبة مبكرا في عمق المجتمع التونسي كانت خصبة ومثمرة ذات راهنية ومستقبلية.
أمّا الذين يزرعون الريبة والحيرة حول واقع المرأة اليوم فإنّهم لا يعون متانة البنيان الذي وضع
بورقيبة قبل أكثر من نصف قرن ، فصار من العسير اليوم التشكيك فيه أو النيل منه.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بيـــــــــــــــــــــــان

المســــــــــاواة بين الجنسين استحقاق
المســـــــــــاواة بين الجنسين ضرورة

ونحن نستعد لإحياء الذكرى 56 لصدور مجلة الأحوال الشخصية نفاجأ بما تتجاذبه عدد من ممثلات وممثلي الشعب التونسي داخل المجلس الوطني التأسيسي من مناقشات ومواقف تستهدف ضرب مبدأ المساواة بين الجنسين وتعبر عن رفض تام للحقوق الإنسانية الكاملة للنساء و ضرب لكرامتهن ومواطنتهن.
إن ما اقترحه بعض عضوات وأعضاء لجنة الحقوق والحريات من أن " حماية حقوق المرأة ودعم مكاسبها باعتبارها شريكا حقيقيا للرجل في بناء الوطن ويتكامل دورهما داخل الأسرة. " ليس إلاّ تنكرا لما صرح ووعد به المترشحات والمترشحون من مختلف الاتجاهات السياسية في الحملة الانتخابية من تمسك بحقوق النساء وتطوير مكاسب الشعب التونسي.
ففي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات أفرادا وجماعات من أجل دعم وتطوير حقوق النساء ودسترتها يعتبر هذا الموقف ضربا للمكاسب ومكرسّا لمنظومة أبوية تمنح السلطة المطلقة للرجل وتسلب المرأة حقوقها بوصفها مواطنة كاملة الحقوق وتتمتع بالشخصية القانونية ولا تعترف بكيانها ومواطنتها واستقلاليتها كفرد من أفراد المجتمع يحق لها التمتع بحريتها وحقوقها الإنسانية بالتساوي مع الرجل، كما لا يعرّفها إلا بالتبعية للرجل أبا كان أو زوجا أو أخا.
فمنذ 13 أوت 1956 صدر أول نص قانوني ينظم العلاقات داخل الأسرة و يمنح عددا من المكاسب لحماية أفرادها و يؤسس لنموذج حداثي لعائلة تونسية متشبثة بحق أبنائها وبناتها في التعليم والتشغيل و العيش الكريم. وقد منحت مجلة الأحوال الشخصية حق النساء في اختيار أزواجهن بأنفسهن وحددت في ذلك سن الزواج ومنعت تزويج الطفلات وجرمت تعدد الزوجات ومكنت النساء من الحق في الطلاق القضائي إذا استحالت معاشرة أزواجهن. ومنذ 56 سنة تعلمت النساء وهو ما مكن المجتمع التونسي من خبرات وكفاءات نسائية عالية في جميع المجالات. ومنذ عقود تمتعت النساء من الحد الأدنى من الحقوق الجنسية والإنجابية مما مكنهن أكثر من المساهمة في تطور العائلة والمجتمع. و عوضا أن يكون أحياؤنا لذكرى صدور هذه المجلة مناسبة أخرى لدعم مكاسب جديدة للنساء نجد أنفسنا أمام مقترح يشد الشعب التونسي إلى الوراء.
إننا كنساء تونسيات وحقوقيات وحقوقيين ناضلنا من أجل المساواة التامة والفعلية بين الجنسين نعبر عن:

رفضنا القاطع لما جاء عن لجنة الحقوق والحريات من مقترح المرأة هي " المكمل للرجل داخل العائلة...". وتمسكنا بمبدأ المساواة بين الجنسين،

مطالبتنا عضوات وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي المتمسكين بهذا الاقتراح بسحبه والانخراط الفعلي في اختيارات وطموحات الشعب،

تمسكنا بكل هذه المكاسب و تشبثنا بمطلبنا في دسترة الحقوق الإنسانية للنساء دون تحفظ،

تحيتنا لمختلف مكونات المجتمع المدني والرأي العام ليقظته ونناشده مواصلة النضال من أجل دستور للجمهورية التونسية ضامن ومكرس لأهداف ثورتنا.

حرية، كرامة، مساواة، عدالة اجتماعية

أحلام بلحاج - الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
راضية بلحاج زكري - جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية
عبد الستار بن موسى- الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
نجوى مخلوف - لجنة المرأة العاملة للاتحاد العام التونسي للشغل
سندس قربوج – منظمة العفو الدولية فرع تونس
سهام بن سدرين - المجلس الوطني للحريات بتونس
سامي الطاهري- عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل