Translate

الجمعة، يناير 25، 2013

سوريا و حقيقة مايجري فيها



تشهد الساحة الإقليمية صراع 3 محاور كبرى ويعد محور العمالة للغرب هو الأكبر و يشهد هذا المحور صراعا على زعامته بين قطر والسعودية ويضم كل من الأردن الإمارات اليمن الكويت البحرين مع تمايز طفيف لعمان بحكم نفوذ الإباظية و هذا المحور يقيم علاقات متقدمة مع إسرائيل وتجدر الإشارة أن لبنان متأرجح بين هذا المحور و محور طهران وذالك وفقا للخريطة توزع النفوذ السياسي و تداعيات التوازنات الطائفية على المشهد الإنتخابي وهذا مايفسر الدعم السعودي لتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري وكذا الدعم الإيراني لحزب الله .يضم محور طهران دول كالعراق وسوريا و دول داخل الدول كدولة حزب الله في جنوب لبنان ودولة الحوثيين في شمال اليمن إظافة إلى كتل طائفية نافذة بداية من شيعة الكويت والبحرين وصولا لشيعة القطيف في المنطقة الشرقية من بلاد الحرمين .أما المحور الثالث فهو محور الحركات الإسلامية أو ما يعرف بمحور الأمة وهذا المحور لا يشتمل على أي دولة بل هو مكون من تيارات ذات خلفية إسلامية رادكالية تنشط أساسا في مناطق إنتشار المسلمين السنة من جنوب اليمن إلى شمال لبنان مرورا بكل دول الخليج .

 محور العملاء

ليس لمحور العمالة أي أهداف إسترتيجية كبرى فهو يتكون من ملوك و حكام لا يحملون أي عقيدة دينية كانت أو وضعية و أقصى أهدافهم هو العمل على البقاء في السلطة وإطاعة توجيهات الغرب تغريب ثقافة شعوبهم والعمل على محو الذاكرة المشتركة للشعوب و تدجين الخطاب الإسلامي عبر تغيير المناهج وتغييب العلماء  مستعنين في ذالك بوسائل إعلام تصنع وعي المتلقي عبر توجيه مغرض متحامل يحمل بصمات الطرح الغربي للسياسة و الدين والمجتمع ويساعدهم في ذالك علماء للبلاط .

محور طهران

هذا المحور هو محور  يحمل فلسفة ونظرة للحياة تنبني على مرجعية شيعية إثني عشرية وعلى عصبية قومية فاريسية من أهم أهداف هذا المحور العمل على إقامة خلافة إسلامية فاريسية تعيد أمجاد دولة كسرى على أنقاض دول المحور الأول وإنطلقت في مشروعها من شريط دول الهلال الشيعي  لتؤسس لما يعرف في إيران بتصدير الثورة لإكتساب أنصار جدد عبر إستمالتهم وشحنهم طائفيا لخدمة المشروع الإيراني . يواجه المشروع الإيراني صراع على النفوذ في المنطقة مع إسرائيل لتقاسم الكعكة الخليجية و على هذا الأساس كان القتال في جنوب لبنان بينهما و فوز إيران بهذه المنطقة الإستراتيجية حقق توازن الرعب مع الصهاينة لعدم قدرة إسرائيل على إستخدام أسلحة فوق تقليدية في جنوب لبنان لأنه قريب جدا من مجالها الحيوي الأمر المتاح لإسرائيل فعله لو أرادت إستهداف إيران بأسلحة تكتيكية ولنفس هذا المبدء طلبت إسرائيل من مصر إخلاء صحراء سيناء من المعدات الحربية في إتفاق السلام بين رابين والسادات ومن وجه آخر ولعدم قدرة إيران على نشر التشيع في فلسطين كان دعم المقاومة الفلسطينية السنية خيارا حتميا لإستثمار ذالك كدعاية قوية في الداخل الإيراني لإكتساب زخم شعبي للخامنئي وكذالك للإستفادة من هذا الدعم إعلاميا للمساعدة في تسويق المد الشيعي وإظهاره كإسلام غير خانع للغرب ضمن سياسة تصدير الثورة .

 محور الأمة

يسعى هذا المحور لإعادة إحياء مشروع السلفي بالعمل على بناء لبنة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على أنقاض المحورين السابق ذكرهما لإستعادة أمجاد الإسلام ويرتكز هذا المحور على خلفية عقدية أصولية ومنهاج سلفي على مذهب أهل السنة والجماعة يعادي هذا المحور كل قوى الكفر والنفاق في المنطقة ويندد بمظاهر تدجين الإسلام وتطويعه للهيمنة الأمريكية والصهيونية .يواجه هذا المحور بأعتى حرب إعلامية من كلا المحورين لتشويهه وصرف الناس عنه و قد سبق أن تحالفوا عليه في مواطن عديدة منها العراق ولبنان وخاصة في أحداث نهر البارد و دماج باليمن ... لا يعادي هذا المحور الشعوب التي لا تعتنق الإسلام ويعتبرها ميدانا للدعوة ولكن الموقف من حكوماتها يختلف بآتجاه التصدي والمواجهة الكونية.

اللعبة الدولية " سوريا كمثال"

لكل محور أهدافه المختلفة في سوريا فالغرب يسعى لإذكاء الصراع و إطالته بآتجاه حرب أهلية شاملة تحرق المنطقة وتطلق سيناريو الفوضى الخلاقة الممهدة لقيام إسرائيل الكبرى على أنقاضهم ولذالك تعزف الطائرات بدون طيار الأمريكية عن قصف الحوثيين في شمال اليمن رغم أنها تقصف أنصار الشريعة في الجنوب أملا بتوسع نفوذهم ليكونوا وقود لحرب قادمة يحاك لها عميقا في دهاليز السياسة الدولية بينما يسعى المحور الإيراني لتجييش الروافض للقتال إلى جانب الأسد تحت عباءة الحرب المقدسة ضد أهل السنة النواصب أحفاد الأمويين وكذالك فعل محور العملاء بأوامر أمريكية فآستغلوا الإعلام لمناصرة الثورة السورية بقوة ليس حبا في السوريين الذين تركوا لمصيرهم في مخيمات النزوح و لكن سيرا في ركاب المخطط الأمريكي فالمأمول أمريكيا في سوريا كان ثلاثة سيناريوهات حرب أهلية طويلة تنتهي بجبهتين ضعيفتين ما يسمح لها بالمناورة المصلحية بينهما وفق واقع شبيه بالحالة اللبنانية أو إنتصار سريع غير متوقع للمعارضة يأتي بدولة ديمقراطية مدنية علمانية بحكومة غالبا ستكون إخوانية مزركشة ببعض عملاء الطيف السياسي الذي تم تربيته في محاضن الغرب لتكوين القادة فلا تشكل خطرا على إسرائيل وتسلم أسلحة الردع الإستراتيجي الكميائية للأمم المتحدة مايسمح بإظافة سوريا تدريجيا لمحور العمالة أما السيناريو الثالث وهو المفضل فهو أن تكون الثورة السورية شرارة حرب طائفية تمتد من إلى لبنان فالعراق فالسعودية فاليمن والبحرين وكل المنطقة ولكن المعادلة في سوريا سرعان ما تغيرت و بعثرت كل حسابتهم فسقط سيناريو المجلس الوطني بوعي من الشعب السوري و كذا فشلت المؤامرة الفرنسية لبعث الحياة في نظام الأسد عبر الوجه الجديد" مناف طلاس "كما فشلت محاولات النظام لتصدير أزمته الداخلية بإشعال الفتنة في المنطقة عبر بيادق من نوعية ميشال سماحة فسقط الحلم الأمريكي الصهيوني في حرب تأكل عوام الشيعة والسنة وبقي السيناريو الرابع وهو دولة سورية إسلامية تكون في صف محور الأمة ضد العملاء و الروافض وأذنابهم وهنا تفطن الغرب للورطة السورية التي وقع فيها بعنوان جبهة النصرة فجائت الأوامر لتركيا بجعل حدودها الشمالية مصيدة للمجاهدين وتحول الإعلام الغربي من دعم الثورة للتخويف من المد الإسلامي القادم فصارت مفردات من قبيل "الثورة السورية" و"الثوار"تستبدل في إعلام البي بي سي وفرانس 24 إلى "الأزمة السورية" و"قوات المعارضة" بينما خشيت وسائل الإعلام العربي فقدان ما بقي لها من مصداقية لو فعلت ذالك فآستعاضت عن ذالك بأخبار تسويقية لثوار الفنادق الدافئة في الدوحة من شيوخ الإلتفاف الوطني و شرفاء المنشقين الذين تفطنوا أن الدم السوري غالي بعد عام ونصف من بداية الثورة ثم لما أرادت واشنطن تسريع سقوط الأسد قبل زيادة نفوذ الجماعات الجهادية واجهها الفيتوا الروسي الصيني الذي يريد مداعبة الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا الشرقية ومقايضته برأس بشار
فرفضت واشنطن المقايضة لأهمية الدم السوري عند أوباما الذي لن يسمح بآستخدام الأسلحة الكميائية في سوريا لأنها خط "أحمر" أما الرصاص وقذائف الدبابات وقصف الطائرات فهي خط أخضر يستطيع الأخضرالإبراهيمي التعامل معها بينما تحتاج الأسلحة الكميائية للأحمر الإبراهيمي . إن التقارب الملاحظ بين التيارات الشيعية و التيارات القومية العربية ناتج عن توظيف الإعلام الإيراني لإنتماء هؤلاء الإديولوجي لخدمة المشروع الصفوي متناسين أن إيران تحتل إقليم الأحواز العربي وهم اليوم أكبر المدافعين في عالمنا العربي عن بشار

هناك 3 تعليقات:

ايلينا المدني يقول...

العزيز عبد الرؤوف ......

مقالة غاية بالاهمية ولقد شرحت الوضع الذي ترزح تحته سورية بكل وضوح وموضوعية لم أجدها في سواه لذلك أحييك
وأتمنى ان يقرأه كل عربي أصيل ....

Unknown يقول...

تقديري لتحليل منهجي و طرح يشعّ إفادة

/ الزّمن الجميل فضاء للإستراحة من عناءات السّفر في الأيام تدعوك لتصفّح ورقاتها و ترك بصماتك ، شكرا لجميل التفاعل
http://zaman-jamil.blogspot.com/

عرب سينا يقول...

جزاك الله خيرا يا اخي فى الله وشكرا ع المجهود ويارب يوفقك دايما
موقع عرب سينا arabcena
http://www.arabcena.com/