Translate

الجمعة، أبريل 05، 2013

الاستاذة عبير موسى كلنا لتونس



امرأة كألف رجل و ألف رجل كأف

أسمع هاته الجملة في العديد من المرات و لم أتوقف عندها الا يوم ظهر فيديو عبير موسى بالمحكمة تصارع عشرات المحامين و الصحفيين وكم هائل من المواطنين عندها أيقنت أن لهاته الجملة معنى كبير و رسالة واضحة تعرف بقيمة هاته المرأة
دافعت عن أفكارها و أفكار أعداد كبيرة من التونسيين . وكان بامكانها أن تحصل على صك الغفران لو أنها قلبت الفيسته لكنها رفضت وبقيت وفية للفكر البورقيبي صانع الدولة الحديثة .هي اليوم تتجرع مرارة كبيرة لايمكن لآحد تذوقها أو الاحساس بها غيرها . تعاني قساوة شعب عملت لاجله سنين طوال ووطنا فدته بروحها و على حساب اسرتها . لتمر من مرحلة الاقصاء الى مرحلة الحرمان .نعم الحرمان من العيش فماذا يعني أن تدفع الضريبة ايقافها عن العمل لافكارها  أليس بالحرمان من القوت و قوت عائلة كاملة . أليس هذا بحكم الاعدام بطريقة حديثة وبطيئة.
كتبت في تدوينة سابقة *http://amiralcafe.blogspot.com/2011/09/blog-post_28.html*عن سببي مؤازرتي لهذه السيدة واليوم اكرر مساندتي لهذه الاستاذة مرة اخرى حين قرات لها هذا اليوم على صفحتها على الفيسبوك 
بندير ..مزود ..زغاريد ..حفاوة كبرى ..عشرات الآلاف من المواطنين خارج القاعة وأضعافهم داخلها ...في الصفوف الأولى كان يتربع رؤساء الأحزاب ورؤساء المنظمات الوطنية من اتحاد الشغل و إتحاد الأعراف واتحاد الفلاحين واتحاد المرأة واتحاد منظمات الشباب وعدد كبير من الجمعيات والمنظمات الوطنية الكبرى ثم يليهم أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والإطارت من أطباء ومحامين واعلاميين ومربين وفنانين و مثقفين ومهندسين وهياكل حزبية من كل الجهات ومختلف الفئات وكل من سماهم بن علي مناضلي التجمع الدستوري الديمقراطي ..الكل مبتهج بحضور الموكب..لم تشهر في وجوههم المسدسات لإجبارهم على الحضور والمساندة.. لم يجبرهم البوليس السياسي على رفع الشعارات بتلك الحماسة الى درجة ان بن علي نفسه كان يشير عليهم بالكف عن الهتاف ليواصل كلمته ..باختصار شديد مختلف شرائح الشعب التونسي من عمال وفلاحين ورجال اعمال وطلبة وشباب ومرأة وكفاءات ادارية ومهنية وعاطلين عن العمل وريفيين من الشمال الى الجنوب كانت ممثلة في الإجتماع دون إكراه أو عنف أو تهديد أو ترهيب ...أين إندثر هؤلاء اليوم؟؟أين اختفى من نعتهم بن علي بمناضلي التجمع يوم جر حزبهم العريق حزب التحرير وبناء الدولة الى المحكمة ليحل عن طريق محاكمة لاتستجيب لأبسط أبجديات شروط المحاكمة العادلة وليدفن دون موكب تأبين في نكران وجحود تام لتضحيات منتسبيه على امتداد 55 سنة ومجهوداتهم في النهوض بتونس وترسيخ أركان الدولة ومؤسساتها ؟؟؟؟ أين تخبؤوا عندما تم اقصاؤهم في مناسبة أولى عند انتخابات المجلس التأسيسي وأين هم اليوم والجميع يبيع ويشتري فيهم ويعتبرهم رهينة ما سمي بالثورة والوسيلة السهلة لتصفية الحسابات ؟؟؟؟ ألهذه الدرجة كانوا ينافقون؟؟ هل أصبحوا كلهم -بقدرة قادر- ضحايا الديكتاتورية و مساندين خوفا من بطش بن علي كما ردد الكثيرون للتملص من مسؤولياتهم؟؟؟ كم أحتقر قلابة الفيستة المائحين مع الأرياح والجبناء العاجزين على المواجهة وتحمل تبعات مواقفهم واعمالهم وكم احترم من ثبت على انتمائه وتمسك به عندما اصبحت كلمة "تجمعي" تهمة وتجلب المشاكل ..للأسف الشديد التجمع الدستوري لم يصمد في وجه العاصفة ومات مغدورا في ظل صمت رهيب من الملايين التي انخرطت فيه و تخاذل مخجل من مناضليه وقياداته وحقوقييه..وذهول وغفلة عموم الشعب امام ما حصل من أحداث...ثم من جهة أخرى لماذا لم يتحدث أحد عن مساندي ترشح بن علي لانتخابات 2009 من غير التجمعيين وعلى رأسهم اتحاد الشغل المنظمة الشغيلة المناضلة ؟؟؟؟ لماذا لم يتجرأ احد على المطالبة باقصاء كل من ساند ترشح بن علي في 2009 ؟؟؟؟؟ألا تعتبر تلك المساندة ضربا من ضروب المساهمة في تثبيت الاستبداد واضطهاد الشعب كما يزعم منظروا الاقصاء ؟؟؟؟؟ أم ان "البهيم القصير" للثورة هم المسؤولون الحزبيون والحكوميون الذين انغمسوا في خدمة البلاد وضحوا بالغالي والنفيس من أجل العناية بالمواطن وبالشأن العام ومن اجل ضمان اشعاع تونس بين الأمم من خلال العمل على تطوير الاقتصاد والبنية التحتية والظروف المعاشية ودعم الشراكة بين المرأة والرجل و..و..و..؟؟؟ هؤلاء المسؤولون هم أكباش الفداء الذين يراد تقديمهم في شكل قربان جماعي لارضاء أصحاب النفوس المريضة وعوض الاستفادة من خبراتهم وحنكتهم السياسية والادارية لانقاذ البلاد من الهاوية يتعمد البعض وضعهم في سلة واحدة ونعتهم بالفساد وتحميلهم كل أخطاء الدنيا والصاق كل التهم بهم ؟؟؟؟؟؟ سيسجل التاريخ ان اصوات الحق غابت عندما احتاجتها تونس وتركت المجال للحاقدين لبث سموم الفتنة ولتحريف الحقائق وللتلاعب بمصير شعب كامل ومستقبل دولة فتية كانت بصدد شق طريقها نحو النجاح والازدهار ..سيسجل التاريخ ان المصالح الشخصية قد تغلبت وأسكتت الضمائر الحية وأخرست صوت الحكمة والتعقل والموضوعية ..في هذا الخضم لا يسعني الا ان أقول لمن يظنون انهم "فتحوا الأندلس "باقصاء الآلاف المؤلفة من المواطنين التونسيين : افعلوا ما شئتم وقودوا هذا البلد الآمن الى بؤرة الحقد والفتنة والانقسام وستحاسبون امام الله وعباده على ما ستقومون به واعلموا انكم بذلك قد وضعتم المسمار الأخير في نعش مسيرة نضالكم وعذاباتكم التي صدعتم آذاننا بها وصنعتم جيلا وفئة جديدة من الضحايا سيكون لها شرف الصمود والثبات على المبدا في اطار القانون والأخلاق ودون التفكير في اللجوء الى العنف والفوضى لفرض آرائها وسيكون ضحايا اليوم أبطال المستقبل لامحالة ..القانون والتاريخ هما الفيصل بين الجميع في النهاية./. عبير موسى
**********************************************************************
كم أنت عظيمة أيتهاالسيدة ولكم أفتخرأن لتونسنا الحبيبة امرأة حديدية اسمها عبير موسى

ليست هناك تعليقات: